دعت امرأة عمران الله عز وجل ان يرزقها الولد حيث انها
كانت لا تنجب ، وسوف تهبه لخدمة بيت الله (( بيت المقدس)) ،
استجاب الله لها فحملت ، جاء وقت المخاض فلما ولدت وجدت
المولود انثى فحزنت اذ لم تكن الاناث تنقطع وتخدم فى
بيت الله وقالت : ربى انى وضعتها انثى وليس الذكر كالانثى
وسميتها مريم ، ولكن الله تقبل نذرها .
وتسابق الاحبار كل منهم يريد ان يكفل مريم فقال زوج خالتها
(( زكريا )) انا احق بكفالتها ولكن الرهبان اصروا على موقفهم حتى
اتفقوا على ان يذهبوا الى النهر ويلقو اقلامهم فى النهر ومن يطفو
قلمه يكفل مريم ، فألقو اقلامهم فغاصت جميعا الا قلم زكريا .نشأت السيدة مريم فى بيت المقدس على عبادة الله ، وكان كلما دخل عليها زكريا يجد عندها طعاما لم يحضره بل انه طعام غير موجود بالاسواق مثل فاكهة الصيف فى الشتاء ، فقال: يا مريم من اين لك هذا :?: قالت : هو من عند الله ، والله يرزق من يشاء بغير حساب .وظلت مريم تعبد الله ، وفى احدى المرات بينما كانت تتعبد ظهر لها سيدنا جبريل على صورة بشر فخافت منه ، وقالت له : انى اعوذ بالرحمن منك ان كنت تخاف الله ، فبشرها سيدنا جبريل بأن الله سوف يخلق فى بطنها ولدا من دون ان تتزوج وانه سيكون نبيا ، وبارا بها .حملت السيدة مريم بسيدنا عيسى عليه السلام لكنها خافت من كلام قومها فاعتزلت الناس ، وجاء وقت المخاض فاتكأت على جذع نخلة وقالت : ياليتنى مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا . اوحى الله الى السيدة مريم ان تأخذ ابنها وتذهب به الى قومها والا تتكلم .ففعلت ، فلما رأوها استنكروا امرها فاشارت الى وليدها ، فأنطقه الله عز وجل وقال لهم : انى عبد الله اتانى الكتاب وجعلنى نبيا . لما شب عيسى عليه السلام ارسلته امه ليتعلم فعرف بين زملائه بالذكاء وحسن الخلق .لكن اليهود كانوا يتوعدونه دائما بالايذاء فخافت امه عليه ففرت به الى مصر ، ولما بلغ ثلاث عشرة سنة عادت به الى القدس وعاشت ترعاه وتعلمه حتى بلغ ثلاثين عاما جاءه وحى الله بالرسالة .بدأ سيدنا عيسى عليه السلام دعوته لبنى اسرائيل فأخذ يدعوهم للمحبة والسلام والزهد فى الدنيا ، وكان عليه السلام عابدا زاهدا .وقد اعطاه الله من المعجزات فكان يخلق من الطين على شكل طائر فينفخ فيه فيكون طيرا بقدرة الله ويعالج الاكمة والابرص ويحى الموتى بأمر الله ويبلغ قومه بما يدخرون فى بيوتهم ، كل هذه المعجزات حتى يؤمن به قومه لكن بنى عيسى عليه السلام يخرج ومعه اصحابه يدعون الناس للايمان وينتقلون من مكان الى آخر محتملين مشقة السفر وقلة الطعام .ظل عيسى عليه السلام يدعو بنى اسرائيل لمدة ثلاث سنوات .ولكن اليهود قرروا التخلص من سيدنا عيسى بقتله فهرب منهم ، لكن كان من بين تلاميذه منافق فدل اليهود على مكانه فأسرع اليهود اليه وكسروا الباب على سيدنا عيسى ومن معه ، فألقى الله شبه سيدنا عيسى على التلميذ المنافق فاخذوه وقتلوه صلبا ، ورفع الله سيدنا عيسى اليه .