معجزات النبي عليه الصلاة والسلام في السوائل:
المعجزات هي الأمور الخارقة للعادة ، وفى معجزات السوائل سأتكلم عن خمسة سوائل وهى :المياه، اللبن، العرق، البصاق،السمن وإليك تفاصيلها:
1- المياه:أ -المنى أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلَاثِينَ رجلا:
حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله عنه قال:كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ مِنْ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ قَالَ قُلْتُ لِأَنَسٍ أَوَكَانَ يُطِيقُهُ قَالَ كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلَاثِينَوَقَالَ سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ إِنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ تِسْعُ نِسْوَةٍ..أخرجه البخاري.
ب- الاستسقاء(ينزل الغيث بدعائه):
حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، قَامَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَلَكَ الْمَالُ، وَجَاعَ الْعِيَالُ، فَادْعُ اللهَ لَنَا فَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَمَا نَرَى فِي السَّماءِ قَزَعَةً، فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا وَضَعَهَا حَتَّى ثَارَ السَّحَابُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ صلى الله عليه وسلم، فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذلِكَ، وَمِنَ الْغَدِ، وَبَعْدَ الْغَدِ، وَالَّذِي يَلِيهِ، حَتَّى الْجُمُعَةِ الأُخْرَى فَقَامَ ذلِكَ الأَعْرَابِيُّ، أَوْ قَالَ غَيْرُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ تَهَدَّمَ الْبِنَاءُ، وَغَرِقَ الْمَالُ، فَادْعُ اللهَ لَنَا فَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا فَمَا يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ السَّحَابِ إِلاَّ انْفَرَجَتْ وَصَارَتِ الْمَدينَةُ مِثْلَ الْجَوْبَةِ، وَسَالَ الْوَادِي قَنَاةُ شَهْرًا، وَلَمْ يَجِىءْ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلاَّ حَدَّثَ بِالْجَوْدِ
أخرجه البخاري ومسلم.
ج- تمضمض ومج في البئر فنبع الماء :عن البراء رضي الله عنه قال : كنا يوم الحديبية أربع عشرة مائة والحديبية بئر فنزحناها حتى لم نترك فيها قطرة فجلس النبي صلى الله عليه و سلم على شفير البئر فدعا بماء فمضمض ومج في البئر فمكثنا غير بعيد ثم استقينا حتى روينا وروت أو صدرت ركائبنا ..أخرجه البخاري .
د- نبع الماء من كفه بركة:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ رِكْوَةٌ فَتَوَضَّأَ فَجَهِشَ النَّاسُ نَحْوَهُ فَقَالَ مَا لَكُمْ قَالُوا لَيْسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نَتَوَضَّأُ وَلَا نَشْرَبُ إِلَّا مَا بَيْنَ يَدَيْكَ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الرِّكْوَةِ فَجَعَلَ الْمَاءُ يَثُورُ بَيْنَ أَصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ الْعُيُونِ فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا قُلْتُ كَمْ كُنْتُمْ قَالَ لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً..أخرجه البخاري.
ه- مسَحَ فِي الْعَزْلَاوَيْنِ(فم القربة) فنبع الماء :عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ فَأَدْلَجُوا لَيْلَتَهُمْ حَتَّى إِذَا كَانَ وَجْهُ الصُّبْحِ عَرَّسُوا فَغَلَبَتْهُمْ أَعْيُنُهُمْ حَتَّى ارْتَفَعَتْ الشَّمْسُ فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ أَبُو بَكْرٍ وَكَانَ لَا يُوقَظُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَنَامِهِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ فَاسْتَيْقَظَ عُمَرُ فَقَعَدَ أَبُو بَكْرٍ عِنْدَ رَأْسِهِ فَجَعَلَ يُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ حَتَّى اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَ وَصَلَّى بِنَا الْغَدَاةَ فَاعْتَزَلَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ لَمْ يُصَلِّ مَعَنَا فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ يَا فُلَانُ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَنَا قَالَ أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَيَمَّمَ بِالصَّعِيدِ ثُمَّ صَلَّى وَجَعَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَكُوبٍ بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَدْ عَطِشْنَا عَطَشًا شَدِيدًا فَبَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ إِذَا نَحْنُ بِامْرَأَةٍ سَادِلَةٍ رِجْلَيْهَا بَيْنَ مَزَادَتَيْنِ فَقُلْنَا لَهَا أَيْنَ الْمَاءُ فَقَالَتْ إِنَّهُ لَا مَاءَ فَقُلْنَا كَمْ بَيْنَ أَهْلِكِ وَبَيْنَ الْمَاءِ قَالَتْ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ فَقُلْنَا انْطَلِقِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ وَمَا رَسُولُ اللَّهِ فَلَمْ نُمَلِّكْهَا مِنْ أَمْرِهَا حَتَّى اسْتَقْبَلْنَا بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثَتْهُ بِمِثْلِ الَّذِي حَدَّثَتْنَا غَيْرَ أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا مُؤْتِمَةٌ فَأَمَرَ بِمَزَادَتَيْهَا فَمَسَحَ فِي الْعَزْلَاوَيْنِ فَشَرِبْنَا عِطَاشًا أَرْبَعِينَ رَجُلًا حَتَّى رَوِينَا فَمَلَأْنَا كُلَّ قِرْبَةٍ مَعَنَا وَإِدَاوَةٍ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ نَسْقِ بَعِيرًا وَهِيَ تَكَادُ تَنِضُّ مِنْ الْمِلْءِ ثُمَّ قَالَ هَاتُوا مَا عِنْدَكُمْ فَجُمِعَ لَهَا مِنْ الْكِسَرِ وَالتَّمْرِ حَتَّى أَتَتْ أَهْلَهَا قَالَتْ لَقِيتُ أَسْحَرَ النَّاسِ أَوْ هُوَ نَبِيٌّ كَمَا زَعَمُوا فَهَدَى اللَّهُ ذَاكَ الصِّرْمَ بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ فَأَسْلَمَتْ وَأَسْلَمُوا.أخرجه البخارى.
2 - اللبن:
أ-زيادة لبن حليمة السعدية :قالت حليمة السعدية: قالت : فوالله ما هو إلا أن جعلته في حجري أقبل عليه ثديي بما شاء الله من اللبن فشرب حتى روي وشرب أخوه ـ يعني ابنها ـ حتى روي وقام زوجي إلى شارفنا من الليل فإذا بها حافل فحلبها من اللبن ما شئنا وشرب حتى روي وشربت حتى رويت وبتنا ليلتنا تلك شباعا رواء وقد نام صبياننا يقول أبوه ـ يعني زوجها ـ : والله يا حليمة ما أراك إلا قد أصبت نسمة مباركة قد نام صبينا وروي ..صحيح بن حبان.
ب- يسقى أهل الصفة بقدح من لبن:وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - ، قَالَ : وَاللهِ الَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ ، إنْ كُنْتُ لأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلَى الأَرْضِ مِنَ الجُوعِ ، وَإنْ كُنْتُ لأَشُدُّ الحَجَرَ عَلَى بَطنِي مِنَ الْجُوعِ . وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوماً عَلَى طَرِيقِهِمُ الَّذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ ، فَمَرَّ بِي النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فَتَبَسَّمَ حِيْنَ رَآنِي ، وَعَرَفَ مَا فِي وَجْهِي وَمَا فِي نَفْسِي ، ثُمَّ قَالَ : (( أَبَا هِرٍّ )) قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رسول الله ، قَالَ : (( الْحَقْ )) وَمَضَى فَاتَّبَعْتُهُ ، فَدَخَلَ فَاسْتَأذَنَ ، فَأَذِنَ لِي فَدَخَلْتُ ، فَوَجَدَ لَبَنَاً في قَدَحٍ ، فَقَالَ : (( مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ ؟ )) قَالُوا : أهْدَاهُ لَكَ فُلانٌ - أَو فُلانَةٌ - قَالَ : (( أَبَا هِرٍّ )) قلتُ : لَبَّيْكَ يَا رسول اللهِ ، قَالَ : (( الْحَقْ إِلَى أهْلِ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ لِي )) قَالَ : وَأهْلُ الصُّفَّة أضْيَافُ الإِسْلاَمِ ، لاَ يَأوُونَ علَى أهْلٍ وَلاَ مَالٍ وَلاَ عَلَى أحَدٍ ، وَكَانَ إِذَا أتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إلَيْهِمْ ، وَلَمْ يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئاً ، وَإِذَا أتَتْهُ هَدِيَّةٌ أرْسَلَ إلَيْهِمْ ، وَأصَابَ مِنْهَا ، وأشْرَكَهُمْ فِيهَا . فَسَاءنِي ذَلِكَ ، فَقُلْتُ : وَمَا هَذَا اللَّبَنُ في أهْلِ الصُّفَّةِ ! كُنْتُ أحَقُّ أنْ أُصِيبَ مِنْ هَذَا اللَّبَنِ شَرْبَةً أتَقَوَّى بِهَا ، فَإذَا جَاءُوا وَأمَرَنِي فَكُنْتُ أنَا أُعْطِيهِمْ ؛ وَمَا عَسَى أنْ يَبْلُغَنِي مِنْ هَذَا اللَّبَنِ . وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللهِ وَطَاعَةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بُدٌّ ، فَأَتَيْتُهُمْ
فَدَعَوْتُهُمْ ، فَأقْبَلُوا وَاسْتَأذَنُوا ، فَأَذِنَ لَهُمْ وَأخَذُوا مَجَالِسَهُمْ مِنَ الْبَيْتِ ، قَالَ : (( يَا أَبَا هِرٍّ )) قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رسول الله ، قَالَ : (( خُذْ فَأعْطِهِمْ )) قَالَ : فَأخَذْتُ القَدَحَ ، فَجَعَلْتُ أُعْطِيهِ الرَّجُل فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ ، فَأُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ ، فَأُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَقَدْ رَوِيَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ ، فَأخَذَ الْقَدَحَ فَوضَعَهُ عَلَى يَدِهِ ، فَنَظَرَ إليَّ فَتَبَسَّمَ ، فَقَالَ : (( أَبَا هِرٍّ )) قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رسول الله ، قَالَ : (( بَقيتُ أنَا وَأنْتَ )) قُلْتُ : صَدَقْتَ يَا رسول الله ، قَالَ : (( اقْعُدْ فَاشْرَبْ )) فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ ، فَقَالَ (( اشْرَبْ )) فَشَرِبْتُ ، فَمَا زَالَ يَقُولُ : (( اشْرَبْ )) حَتَّى قُلْتُ: لا ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ لاَ أجِدُ لَهُ مَسْلكاً ! قَالَ: (( فَأرِنِي )) فَأعْطَيْتُهُ الْقَدَحَ ، فَحَمِدَ الله تَعَالَى ، وَسَمَّى وَشَرِبَ الفَضْلَةَ . رواه البخاري .
*( قوله في صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة : ( اشرب - أي من اللبن - فشرب . ثم أمره ثانيا وثالثا حتى قال : والذي بعثك بالحق ما أجد له مساغا ) رواه البخاري )
ج-ظهور اللبن من الضرع الحائل:
1-عن عبد الله بن مسعود قال : كنت يافعا في غنم لعقبة ابن أبي معيط أرعاها فأتى علي النبي صلى الله عليه و سلم و أبو بكر فقال : ( يا غلام هل معك من لبن ؟ ) فقلت : نعم ولكني مؤتمن قال : ( ائتني بشاة لم ينز عليها الفحل ) فأتيته بعناق فاعتقلها رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم جعل يمسح الضرع ويدعو حتى أنزلت فأتاه أبو بكر رضوان الله عليه بشيء فاحتلب فيه ثم قال لأبي بكر : ( اشرب فشرب أبو بكر رضي الله عنه ثم شرب النبي صلى الله عليه و سلم بعده ثم قال للضرع : ( أقلص ) فقلص فعاد كما كان قال : ثم أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله علمني من هذا الكلام أو من هذا القرآن فمسح رأسي وقال صلى الله عليه و سلم : ( إنك غلام معلم ) قال : فلقد أخذت من فيه سبعين سورة ما نازعني فيها بشر
قال شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
2-عن قيس بن النعمان : قال : لما انطلق النبي صلى الله عليه و سلم و أبو بكر مستخفين مرا بعبد يرعى غنما فاستسقياه من اللبن فقال : ما عندي شاة تحلب غير أن ها هنا عناقا حملت أول الشتاء و قد أخدجت و ما بقي لها لبن فقال : ادع بها فدعا فاعتقلها النبي صلى الله عليه و سلم و مسح ضرعها و دعا حتى أنزلت قال : و جاء أبو بكر رضي الله عنه بمجن فحلب أبا بكر ثم حلب فسقى الراعي ثم حلب فشرب فقال الراعي : بالله من أنت فو الله ما رأيت مثلك قط قال : أو تراك تكتم علي حتى أخبرك ؟ قال : نعم قال : فإني محمد رسول الله فقال : أنت الذي تزعم قريش أنه صابئ قال : إنهم ليقولون ذلك قال : فأشهد أنك نبي و أشهد أن ما جئت به حق و أنه لا يفعل ما فعلت إلا نبي و أنا متبعك قال : إنك لا تستطيع ذلك يومك فإذا بلغك أني قد ظهرت فأتنا .
تعليق الذهبي قي التلخيص : صحيح
3- عن هشام بن حبيش بن خويلد صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج من مكة مهاجرا إلى المدينة و أبو بكر رضي الله عنه و مولى أبي بكر عامر بن فهيرة و دليلهما الليثي عبد الله بن أريقط مروا على خيمتي ام معبد الخزاعية و كانت امرأة برزة جلدة تحتبي بفناء الخيمة ثم تسقي و تطعم فسألوها لحما و تمرا ليشتروا منها فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك و كان القوم مرملين مسنتين فنظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى شاة في كسر الخيمة فقال : ما هذه الشاة يا أم معبد ؟ قالت : شاة خلفها الجهد عن الغنم قال : هل بها من لبن ؟ قالت : هي أجهد من ذلك قال : أتأذنين لي أن أحلبها ؟ قالت : بأبي أنت و أمي إن رأيت بها حلبا فاحلبها فدعا بها رسول الله صلى الله عليه و سلم فمسح بيده ضرعها و سمى الله تعالى و دعا لها في شاتها فتفاجت عليه ودرت فاجترت فدعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه ثجا حتى علاه البهاء ثم سقاها حتى رويت و سقى أصحابه حتى رووا و شرب آخرهم حتى أراضوا ثم حلب فيه الثانية على هدة حتى ملأ الإناء ثم غادره عندها ثم بايعها و ارتحلوا عنها فقل ما لبثت حتى جاءها زوجها أبو معبد ليسوق أعنزا عجافا يتساوكن هزالا مخهن قليل فلما رأى أبو معبد اللبن أعجبه قال : من أين لك هذا يا أم معبد و الشاء عازب حائل و لا حلوب في البيت ؟ قالت : لا و الله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا و كذا قال : صفيه لي يا أم معبد قالت : رأيت رجلا ظاهر الوضاءة ابلج الوجه حسن الخلق لم تعبه ثجلة و لم تزريه صعلة وسيم قسيم في عينيه دعج و في أشفاره وطف و في صوته صهل و في عنقه سطع و في لحيته كثاثة أزج أقرن إن صمت فعليه الوقار و إن تكلم سماه و علاه البهاء أجمل الناس و أبهاه من بعيد و أحسنه و أجمله من قريب حلو المنطق فصلا لا نزر و لا هذر كأن منطقه خرازات نظم يتحدرن ربعة لا تشنأه من طول و لا تقتحمه عين من قصر غضن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرا و أحسنهم قدرا له رفقاء يحفون به أن قال سمعوا لقوله و إن أمر تبادروا إلى أمره محفود محشود لا عابس و لا منفذ قال أبو معبد : هذا و الله صاحب قريش الذي ذكرنا لنا من أمر ما ذكر و لقد هممت أن أصحبه و لأفعلهن إن وجدت إلى ذلك سبيلا و أصبح صوت بمكة عاليا يسمعون الصوت و لا يدرون من صاحبه و هو يقول :
( جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين حلا خيمتي أم معبد )
( هما نزلاها بالهدى و اهتدت به فقد فاز من أمسى رفيق محمد )
( فيال قصي ما زوى الله عنكم به من فعال لا تجازى و سودد )
( ليهن أبا بكر سعادة جده بصحبته من يسعد الله يسعد )
( و ليهن بني كعب مقام فتاتهم و مقعدها للمؤمنين بمرصد )
( سلوا أختكم عن شاتها و إنائها فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد )
( دعاها بشاة حائل فتحلبت عليهن صريحا ضرة الشاة مزبد )
( فغادره رهنا لديها لحالب يرددها في مصدر بعد مورد )
فلما سمع حسان الهاتف بذلك شبب يجاوب الهاتف فقال :
( لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم و قدس من يسري اليهم و يغتدي )
( ترحل عن قوم فضلت عقولهم و حل على قوم بنور مجدد )
( هداهم به بعد الضلالة ربهم فأرشدهم من يتبع الحث يرشد )
( و هل يستوي ضلال قوم تسفهوا عمى و هداة يهتدون بمهند )
( و قد نزلت منه على أهل يثرب ركاب هدى حلت عليهم بأسعد )
( نبي يرى ما لا يرى الناس حوله و يتلو كتاب الله في كل مشهد )
( و إن قال في يوم مقالة غائب فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد )
تعليق الذهبي في التلخيص : صحيح
3 -البصاق:
أ- يبصق فى العجين والبرمة فيزيد الطعام :
حديث جابرَ(فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( لاَ تُنْزِلُنَّ بُرْمَتَكُمْ وَلاَ تَخْبزنَّ عَجِينَكُمْ حَتَّى أجِيءَ )) فَجِئْتُ ، وَجَاءَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقْدُمُ النَّاسَ ، حَتَّى جِئْتُ امْرَأتِي ، فقالَتْ : بِكَ وَبِكَ ! فقُلْتُ : قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي قُلْتِ . فَأخْرَجَتْ عَجِيناً ، فَبسَقَ فِيهِ وَبَاركَ ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى بُرْمَتِنا فَبصَقَ وَبَارَكَ، ثُمَّ قَالَ: (( ادْعِي خَابزَةً فَلْتَخْبِزْ مَعَكِ ، وَاقْدَحِي مِنْ بُرْمَتِكُمْ ، وَلاَ تُنْزِلُوها )) وَهُم ألْفٌ ، فَأُقْسِمُ بِالله لأَكَلُوا حَتَّى تَرَكُوهُ وَانْحَرَفُوا ، وَإنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطّ كَمَا هِيَ ، وَإنَّ عَجِينَنَا لَيُخْبَزُ كَمَا هُوَ..أخرجه البخاري ومسلم.
ب- بَصَقَ فِي عَيْنَيْ على رضي الله عنه، فَبَرَأَ من الرمد:حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ، يَوْمَ خَيْبَرَ: لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلاً يَفتَحُ اللهُ عَلَى يَديْهِ فَقَامُوا يَرْجُونَ لِذلِكَ، أَيُّهُمْ يُعْطَى فَغَدَوْا وَكُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطِي فَقَالَ: أَيْنَ عَلِيٌّ فَقِيلَ: يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ فَأَمَرَ، فَدُعِي لَهُ، فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ، فَبَرَأَ مَكَانَهُ حَتَّى كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ شَيْءٌ فَقَالَ: نقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا فَقَالَ: عَلَى رِسْلِكَ، حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ، فَوَاللهِ لأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ...أخرجه البخاري ومسلم
4 -العرق:
أ-طيب عرق النبيّ صلى الله عليه وسلم والتبرّك به:
حديث أَنَسٍ،عن أم سليم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتيها فيقيل عندها فتبسط نطعا فيقيل عليه وكان كثير العرق فكانت تجمع عرقه فتجعله في الطيب . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أم سليم ما هذا ؟ " قالت : عرقك نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب وفي رواية قالت : يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا قال : " أصبت " . متفق عليه
ب- جَبِينَهُ يتَفَصَّدُ عَرَقًا فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ:
قَالَتْ عَائِشَةَ: وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ، وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا..أخرجه البخارى ومسلم.
5-السمن:
حديث جَابِرٍ أَنَّ أُمَّ مَالِكٍ كَانَتْ تُهْدِي لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عُكَّةٍ لَهَا سَمْنًا فَيَأْتِيهَا بَنُوهَا فَيَسْأَلُونَ الْأُدْمَ وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ فَتَعْمِدُ إِلَى الَّذِي كَانَتْ تُهْدِي فِيهِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَجِدُ فِيهِ سَمْنًا فَمَا زَالَ يُقِيمُ لَهَا أُدْمَ بَيْتِهَا حَتَّى عَصَرَتْهُ فَأَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عَصَرْتِيهَا قَالَتْ نَعَمْ قَالَ لَوْ تَرَكْتِيهَا مَا زَالَ قَائِمًا..أخرجه مسلم ..
ملاحظة: وردت آثار في بركة بوله ودمه وهى:
حديث أم أيمن لما شربت بوله صلى الله عليه وسلم، قال لها: ( لا توجعك بطنك أبداً ).. رواه الحاكم فى المستدرك على الصحيحين (سكت عنه الذهبي في التلخيص).
و ابن الزبير لما قال له صلى الله عليه وسلم: ( خذ هذا -أي: دم الحجامة- وغيبه عن الناس في مكان لا يراه أحد، فذهب بعيداً وشربه، ولما رجع قال له: ماذا فعلت؟ قال: شربته، قال: ويل للناس منك، وويل لك من الناس ) أي: لأثر دم رسول الله الذي في جوفه.
رواه الحاكم فى المستدرك على الصحيحين وكذا في سنن الدار قطني
(سكت عنه الذهبي في التلخيص).
والله أعلم
منقوووووووووول