قصة : مصطفى غنيم
رسوم : احمد رضا كمال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم يغب وجهه عن خيالى منذ كنت فى السادسة من
عمرى ، وهو يرتدى ملابس رجال الاطفاء ، وملامح
العزيمة والشجاعة تملأ وجهه وهو يقتحم النيران ليخرج
جارى وصديقى سالم الذى كاد يموت .
كان حريق هائل قد شب فى منزل سالم ، ولم يكن
يالمنزل غيره وقتها ، واتصل الجيران بالاطفاء فوصلت
سيارتهم فورا ، ووصل والد سالم ووالدته وهما فى حالة
هلع على ابنهما الذى حاصرته النيران . منعهم
هذا الاطفائى وتقدم هو لينقذ سالما .
يومها تمنيت ان اكون طفائيا مثله لانقذ
ارواح الناس وممتلكاتهم . وظل الحلم
يسيطر على حتى تحقق ،
وها انا الان ضابط اتولى قيادة
احد مراكز الاطفاء فى المدينة .
وكلما خرجنا فى مهمة لأطفاء
حريق تذكرت هذا الاطفائى
وزملاه بأمكانتهم المتواضعة
وقتها ؛ فالسيارة التى ننطلق
بها الآن مجهزة بمعدات
تفوق عشرات المرات كفاءة
المعدات التى كانت فى سيارة
ذلك الاطفائى الذى لا
اعرف اسمه ، وسيارتنا
اسرع واقوى ، وتدريباتنا
اكثر تقدما ، ولكنهم تسلحوا
بعزيمة وشجاعة نتمنى
ان يكون لدينا مثلها .
الاسبوع الماضى حدثت
قصة عجيبة سأحكيها لكم ..
وصلتنا مكالمة عن وقوع
حريق فى احدى البنايات
بالمدينة ،
فأسرعت انا ورجالى الى سيارتنا ، وانطلقنا الى هناك فورا ، وبدا الرجال فى
اطفاء النار فى البناية التى تركها سكانها على عجل ، واتجه اليا احدهم مسرعا
وقال لى انه يشك فى وجود طفل فى شقة الطابق الثانى ؛ فقد سمع
صوت صراخه . أسرعت لاقتحم النيران الى الشقة وكسرت بابها ، فوجدت
طفلا فى السادسة من عمره والدخان يحاصره ، وفى اللحظة التى حملته فيها
لمحت صورة معلقة على الجدار لرجل لم تغب ملامح وجهه عن خيالى ،
أسرعت واخرجت الصغير الى الشارع حيث كان والداه قد وصلا لتوهما .
بعد دقائق كان رجالى قد اخمدوا النار ، واتجه اليا والد الطفل يشكرنى ،
فبادرته بالسؤال عن صاحب
الصورة التى رأيتها داخل
الشقة فقال لى : انه والدى
رحمه الله ، وكان اطفائيا
شجاعا مثلك .
وقتها احسست اننى قمت
برد الجميل للرجل الذى
انقذ صديقى ، وكان له فضل
اختيارى لهذه المهنة النبيلة .
تمت ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تشاااو ــــــــــــــــ