كان الصباح مشرقا وجميلا ،
وكانت الشمس تملأ شارعنا
بالفرحة والبهجة نستقبل هذا
اليوم الجديد ، استيقظت على
التكبيرات المنبعثة من مسجدنا
القريب وعلى صوت امى وهى
تنادى :
- استيقظ يا نادر .. فقد جاء
العيد .
خرجت مع الاولاد الى الشارع وكل
واحد منا يحمل على مجهه فرحة
العيد ، كل واحد منا يخرج ما معه
من عيدية يعدها ويحسبها ، وكل
واحد منا يحكى لنا عن ملابسه
الجديدة ، وكيف اختارها بنفسه ،
الا سامح الذى وقف بعيدة عنا
يتأملنا ترة وينظر الى الارض تارة
اخرى ، وكأنه لا يريدنا ان نرى
دمعته على خده ، لمحه احمد عن
قرب .. اسرع احمد الينا وهمس
فى اذن كل واحد منا ، وقفنا جميعا
حول احمد ورحنا نفكر ،ماذا نفعل
حتى نعيد لسامح ضحكته الجميلة
التى تسعدنا جميعا ، وقال احمد:
- ما رأ يكم ..نشترى طعاما
ونجلس مع سامح نأكل سويا
وقال تامر :
- نعطى لسامح بعض النقود فعل
بها ما يشاء .
وراح كل واحد منا يدلى برأيه
نظر احمد الينا وهمس قائلا :
- الآن هيا نلعب مع سامح ، و بعد
قليل ساخبركم ما نفعل .
انطلقنا جميعا حول سامح ، ورحنا
نشده معنا حتى صار فى وسطنا ،
ورحنا نتبادل التهانى والاغانى
والضحكات الجميلة التى غابت عن
عين سامح ، ولكن سامح جلس مرة
اخرى بجوار الحائط واخرج شيئا
صغيرا من جيبه وراح يتحسسه
وينظر اليه ، فى البداية ظننا انها
العيدية ، لكن سامح لم يخبرنا بها .
اقترب احمد من سامح الذى راح
يمسح دمعته بسرعة ، ربت احمد
على ظهر سامح وعانقه بشدة ..
ساعتها راح سامح يبكى ، توقفنا
جميعا ورحنا نسأل انفسنا ماذا
حدث ؟ هل اغضبنا سامح ؟
هز سامح رأسه يمينا ويسارا
وقال :
لا ..
مد احمد يده الى سامح وفتح يد
سامح التى اغلقت بأحكا شديد
على الورقة الصغيرة ، وكانت
دهشتنا عندما رأيناها .. انها
صورة ظننا فى البداية انها صورة
ابيه الذى الذى رحل منذ سنوات ، كان
سامح يحكى لنا رغم انه كان
فلاحا بسيطا يعمل فى ارض
الاغنياء ، حتى انهكه المرض وظل
يصارع الحياة حتى رحل ، وترك
سامح مع امه يكابدان شظف
العيش ، نظرنا جميعا الى الصورة
التى راح يضمها لصدره مرة بعد
مرة ، فكثيرا ما جلسنا حولها
وحكت لنا حكايات جميلة ، واكلنا
من يدها الذ الطعام مع انه كان
طعاما بسيطا لكنه كان لذيذا من
يدها وكانله طعم اخر ، وكثيرا ما
كانت تنادينا بأولادى ، رحنا جميعا
نسأل سامح :
-لماذا تمسك صورتها هكذا
وتبكى ؟ هل حدث لها مكروه ؟
نظر الينا سامح واشار الى
المستشفى القريبة من شارعنا :
-انها هناك .. انها مريضة .
جلسنا جميعا حول سامح لكن
احمد هذه المرة اشار الى بائع
الازهار ، تعجبنا جميعا ، وماذا
نفعل عند بائع الازهار يا احمد ،
من واجبنا ان نقف بجور صديقنا
وقت الشدة لا ان نتركه ونلعب ،
نظر احمد الينا قائلا :
- والآن ما رأيكم لو جعلنا كل
المرضى يبتسمون ، ننشر الفرحة
على وجوههم ، ويجدوننا حولهم .
هللنا جميعا ورحنا نعانق احمد .
لكن سامح مسح دمعته قائلا :
-لكننا لن نزور امى فقط ، بل كل
المرضى فى المستشفى حتى نعيد
لهم بسمتهم وفرحتهم من جديد .
هتف الجميع:
- فكرة رائعة .. فكرة جميلة يا
سامح .
اشترى كل واحد منا زهرة جميلة ،
ووقفنا صفا واحدا ، واتجهنا الى
المستشفى ودخلنا واحدا واحدا ..
ابتسم الجميع وفردت ام سامح
ذراعيها تقابلنا بفرحة ، جلسنا
بجوارها وراحت تسأل كل واحد
منا عن حاله وماذا يفعل فى يوم
العيد . وامتلأت السشتشفى بالازهار
والابتسامات ، وراح كل الاولاد
يحكون عن هذا اليوم الجميل ،
وكم سعدنا برؤية كل مريض ، ومن
يومها ولم تفتنى زيارة اى مريض