كل عام ونحن جميعا بخير ... فالعيد فرحة للكبار والصغار ، وفى العيد ينتشر الكعك فى
البيوت والمحلات كأحد مظاهر العيد ، ولكن كيف عرف المصريون الكعك ومتى عرفوه
يعتقد الكثيرون منا ان كعك العيد بدأ فى مصر مع بداية العصر الفاطمى ،
ولكن الحقيقة التاريخية تؤكد بأنه بدأ قبل ذلك بكثير ، اى ما يقرب 5
آلاف سنة ، فقد عرفه المصريون منذ ايام الفراعنة ، حيث اعتادوا تقديم
الكعك على هيئة قرص شمس ، وصنعوه من دقيق القمح والسمن وعسل
النحل ، وكانت زوجات الملوك يقدمن الكعك للكهنة القائمين لحراسة الهرم
خوفو ، فى يوم تعامد الشمس على حجرة خوفو ، وقد وجدت اقراص الكعك
محتفظة بهيئتها ، ومعها قطع من الجبن الابيض وزجاجة عسل نحل .
وقد دخل الكعك فى عهد الفاطميين ضمن مباهج العيد ومستلزماته ، ومن بعدهم
تناول المماليك والعثمانيون صناعة الكعك بأتقان ، ولكن التاريخ يذكر ايضا ان
الدولة الاخشيدية سبقت الدولة الفاطمية فى صنع كعك العيد . ومن الطرائف
التى تروى عن كعك العيد ايام الدولة الاخشيدية صنع كعكا فى احد اعياد الفطر وحشاه بالدنانير
الذهبية ، واطلقوا عليه وقتئذ اسم ( افطن اليه ( اى انتبه للمفاجأة التى فيه .
وفى عصر الدولة الفاطمية ، التى كانت ايامها كلها اعيادا ، كان من اهم
مظاهر الاحتفال بهذه الاعياد ان وضعوا له ادارة حكومية ، عرفت بأسم :
دار الفطرة ، كانت تقوم بتجهيزه وتوزيعه .. وكان يقوم الطهاة قبل العيد
بشهرين بملء مخازن السلطان بالحلوى ، ثم يقف الشعب فى العيد امام
ابواب القصر الكبير ليحصل كل فرد على نصيبه ، واستمر هذا التقليد حتى
اصبح حقا من حقوق الفقراء ، واشهر من صنعن كعك العيد هى ( حافظة ( ،
التى كانت تنقش عليه عبارات مختلفة مثل : تسلم ايديكى يا حافظة ، او
بالشكر تدوم النعم ، ولم يكن يأكل منه الا المحظوظين من ضيوف الخليفة .
ومن مظاهر الفرحة بكعك العيد ، اوقف له اصحاب البر اوقافا يصرف من ريعها
على صنعه وتوزيعه علبى الفقراء واليتامى فى عيد الفطر . ومنها وقفية الاميرة (( نتر
الحجازية ((والتى تقضى بتوزيع الكعك الناعم والخشن على موظفى مدرستها التى
انشأتها عام 748 هــ، واصبح تقليد صنع الكعك بهدف ادخال البهجة والسرور على
النفوس عادة مصرية اصيلة .. وتطورت صناعة كعك العيد المحشو بالمكسرات ،
وصنعوا الغريبة والبسكويت لتقديم طبق كعك جميل الشكل ، وكل عيد وانتم طيبون
قيمولى يا اصدقائى منقووووووووووول